أساطير الدراجات الجبلية في عُمان: كابتن لبيب اللواتي
اللقاء الاول كابتن لبيب اللواتي
نزار عبيدي
7/14/20251 دقيقة قراءة


من بيع الدراجات من المنزل إلى قيادة ثورة الدراجات الجبلية في السلطنة
عندما نتحدث عن رواد رياضة الدراجات الجبلية في عُمان، فإن اسم الكابتن لبيب اللواتي يبرز كواحد من أهم المؤثرين الذين ساهموا في تشكيل مجتمع الدراجات ودفعوا به إلى آفاق جديدة. بدأ مسيرته بشغف بسيط، وتحوّل إلى رائد أعمال وقائد رياضي، ليصبح اليوم أحد أهم الأسماء التي لا يمكن تجاهلها في تاريخ الدراجات الجبلية العُمانية.


الانطلاقة: من روتين صحيّ إلى شغف
لم تكن رحلة لبيب مع الدراجات الجبلية مخططًا لها، بل كانت مصادفة قادتها الظروف. بعد أن نصحه الطبيب بضرورة إنقاص وزنه لتفادي مشاكل صحية خطيرة، لجأ إلى الرياضة، لكنه لم يجد النتائج المرجوة في الصالات الرياضية. حتى ذلك اليوم الذي رأى فيه صديقًا يمتطي دراجته الجبلية على شاطئ القرم، فقرر أن يجرب.


البداية: مصادفة غيرت مسار حياته
في لحظة تحول أصبحت جزءًا من أسطورة الدراجات الجبلية العُمانية، يحكي لبيب:
"بينما كنت أعاني مع الوزن الزائد، شاهدت صديقًا يمتطي دراجته الجبلية بشاطئ القرم بثقة مدهشة. عندما سألته عن سعرها، صُدمت بالأرقام! وفي رحلة يأس إلى دبي بحثًا عن دراجة بأسعار معقولة، التقيت بعد صلاة الظهر بألماني عجوز يركب دراجة جميلة. سألته: 'من أين اشتريت هذه؟' فأجابني بابتسامة: 'هل تريدها؟ يمكنك أخذ دراجتي بـ 200 ريال فقط'"
"كانت صفقة العمر! عدت إلى عُمان بتلك الدراجة التي غيرت حياتي - خسرت 20 كيلوغرامًا في ثلاثة أشهر، وتحولت من شخص يبحث عن حل صحي إلى رجل يؤسس لمجتمع دراجات بأكمله"




التحدي: من تصليح الدراجات في المنزل إلى تأسيس "مسقط للدراجات"
واجه لبيب في بدايته نقصًا ملحوظا في خدمات الدراجات الجبلية، من قطع الغيار إلى الدعم الفني، بل تكاد تكون مفقودة تماما. لكنه لم يستسلم، بل حوّل التحدي إلى فرصة. بدأ بتصليح دراجات أصدقائه مجانًا، ثم تعلم بنفسه عبر يوتيوب، حتى أصبح خبيرًا في مجاله.
نصحه أحد الأصدقاء بتحويل شغفه إلى مشروع تجاري، فأنشأ صفحة على فيسبوك تحت اسم "محل مسقط للدراجات". وبدأ ببيع الدراجات وقطع الغيار من منزله. تميز بأسلوبه الفريد في التعامل مع الزبائن، حيث كان يركز على احتياجاتهم الحقيقية بدلًا من مجرد بيع المنتجات. سرعان ما تحول مشروعه الصغير إلى واحد من أشهر محلات الدراجات في عُمان، وأصبح وجهة أساسية للدراجين المحترفين والهواة.


الدور الريادي: دعم السباقات وبناء المجتمع
لم يكتفِ لبيب ببيع الدراجات، بل كان أحد أعمدة دعم سباقات الدراجات الجبلية في عُمان. شارك في تنظيم أول سباق بالتعاون مع جو بون، وساهم في تطوير فعاليات "بناة دروب عمان." كان يؤمن بأن السباقات هي الوسيلة الأفضل لنشر هذه الرياضة، فظل يدعمها لوجستيًا وتبنّى بعضها، مما ساهم في نمو مجتمع الدراجات بشكل ملحوظ.
يقول لبيب:
"اليوم، نرى أن عُمان وصلت إلى مرحلة متقدمة مقارنة بدول الخليج، بفضل تنوع مساراتنا ووجود مجتمع نشط من الدراجين."


رؤيته لمستقبل الدراجات الجبلية في عُمان
يرى لبيب أن عُمان تتمتع بإمكانيات هائلة في مجال الدراجات الجبلية، منها:
✔ تنوع التضاريس (جبال، أودية، مسارات فنية)
✔ طاقات شبابية متحمسة وفرق تطوعية نشطة.
✔ فرص كبيرة في السياحة الرياضية وجذب سباقات دولية.
ويؤكد أن دمج الدراجات في البرامج المدرسية والأنشطة الشبابية سيساهم في توسيع قاعدة الممارسين.
رسالته للشباب: "ابدأوا.. وتحدوا أنفسكم!"
يوجه لبيب رسالة ملهمة للشباب العُماني الطموح:
"لا تترددوا في خوض هذه التجربة. الدراجات الجبلية ليست مجرد رياضة، بل أسلوب حياة يعزز اللياقة، التركيز، والتحدي. ابحثوا عن مجموعات محلية، استمتعوا بالرحلة، وكونوا جزءًا من مجتمع يبني مستقبلًا مميزًا لهذه الرياضة في عُمان".
لماذا يُعتبر لبيب اللواتي أسطورة؟
لأنه لم يكتفِ بأن يكون مجرد راكب دراجات، بل حوّل شغفه إلى حركة مجتمعية. من خلال "مسقط للدراجات"، ودعمه للسباقات، وإرشاده للشباب، أصبح رمزًا للإصرار والعطاء.
هذا هو أول مقال في سلسلة "أساطير الدراجات الجبلية في عُمان"، لأن الكابتن لبيب يستاهل أن يكون في الصدارة. تابعونا لاستكشاف المزيد من القصص الملهمة في عالم الدراجات الجبلية!